قدوم بني تميم للحوطة
سكنت وادي قشير بعض القبائل التي لم يعد لها وجود فيه كبني قشير وجرم وغيرهم ، ثم من أقدم القبائل بعد ذلك والتي سكنت في المجازة في أول العصور الإسلامية قبيلة بني هزان وكانت لهم السيادة فيه ، ثم انتقلت إليه قبائل أخرى كآل يزيد وآل مزيد ، ولكن القوة والسيادة بعد القرن الرابع لبني عقيل ، وبعد القرن العاشر شاركهم السكنى بني هزان وبعض الأسر العبدلية فيه ، ولمضايقة بني عقيل لهم تحالف بني هزان والعبادل ضدهم ، فانتخى راشد بن الوبيض العبدلي – المسمى باسمه حزم الوبيض الواقع بأسفل الباطن – ببني عمه العبادل من تميم الذين كانت منازلهم في يبرين ، بنخوتهم في ذلك الوقت ( خيال الخيل يبرين ) والذين هبوا لنجدتة حلفائه بني هزان ضد بني عقيل ، وكان ذلك بقيادة راشد بن رهمية العبدلي وبعد انتصارهم تم اختيار ابن رهمية أميراً عليهم ، وبعد وفاة ابن رهمية تولى الإمارة آل خويطر العبادل الذين سكنوا في أسفل الوادي ( الروقية ) وأحاطوها بسور منيع في أسفل الباطن ولا تزال آثاره باقية .
ويتناقل الرواة قصيدة الراشدي التي يقول فيها :
يقول الراشدي اللي من تميم تحدر
أهل يبرين وسيع الحمى مرعانا
نرعى بذيدان كما سحب تزبرت
نتْبع شفّها ولا نخاف اعدانا
جنْبها من تميم مدابيل خيلها
يتبعون شفها يوم إنها مشهانا
حمينا لها خبوت كثير بها الغضى
تحظى بها اللي هي همنا وامنانا
دار ما مثلها لولا الكثر
ما كان يحل الضيم عند ورد الظميانا
دعانا ( العبدلي ابن الوبيض راشد )
راشد العبدلي( من تميم نخانا
يقول بني عقيل كثروا أعوانهم
وانا وابن هزان ننخي الاعوانا
وأنتم أعواننا يا صلب جدي وفزعتي
ننخى القريب عند لزوم شعانا
يقول خيّل الخيل ياهل يبرين ياهلي
هيا يا عيال عبدل قبل تسبي نسانا
يا طارش صح في تميم كلها
هم فزعتي ليضامنا العدوانا
أخاف يلحقكم همز عند القبائل
ليمن قهرونا بدارنا ومرعانا
لبت الصيحات المنادي عبدل
يامرحبا بالطارش اللي دعانا
ظهرنا مغربين ملبين للداعي
من يبرين ظهرنا ما خشينا اعدانا
وجمعنا الله بال راشد بني عمنا
وبالوايلي اللي للضد ما توانا
وزي ما جمعنا حول المجازة واشتهر
ناوين بالسوء لمن هو نوانا
وتصادمنا ببني عقيل الأشاوس
وكثرت الجنايز منا ومن عدانا
ثمانية أيام وحنا نصبحهم بغارة
ونلتقي مع خيالة شجعانا
ال معضاد وال أبوسعيد بان فعلهم
وال راشد وال داهوم فعلهم بانا
ترثة عبدالله ابن دارم اهل الفعل
وكذلك الوايلي ابن هزانا
وفي اليوم التاسع جابها الله على المنى
على بني عقيل نصر من الله جانا
وغطي المجازة كتام غطي عليها
خلوا ببني عقيل دارنا وحمانا
وليست غبرا المجازة ثوبها الحمر
اكتسب من دم العدو وادمانا
وطردناهم من فروع المجازة كلها
ولج الصياح من خفراتهم ونسانا
وحل ابن رهيمة بقرب المجازة و
حمايله حلوا بنفس المكانا
وباقي العبادل يم يبرين نكسوا
جمع على ديارهم والهانا
وبني هزان مع راشد
أميرهم استقروا بالمجازة حذانا
وابن الأبيض في نخيلهم وقصورهم
ورضوا بإمارة ابن رهيمة على هزانا
حيث هم وابن رهيمة
راشد مقاديم عبدل نهار الطعانا
وال خويطر بعد ابن رهيمة
تومروا ليثقلت القالات هم اومرانا
يثنون دون دخيلهم بخيلهم
يقولون امنت ما دمت نازل بحمانا
عصوا ال خويطر الشريف ولا هابوا
الخطر دون دخيلهم وقفوا الشجعانا
وعاهدوا ابن هزان على حرب
الشريف يوم قاد قبائل سدت الشعبانا
ثم حدثت فتن بين العبادل وبني عائذ ، مما جعل العبادل يطلبون النصرة من بني عمهم في سدير وكان رئيسهم محمد بن سعود ( هميلان ) الحديثي، فخفوا لنجدتهم ، وبعد حروب ضارية هُزم العائذيون ومن معهم.
وبعد ذلك تزوج محمد بن سعود بنت أحد أمراء العبادل ، واستقر في وادي بريك وظل وادي بريك وطناً منيعاً لبني تميم ، حيث استقر هميلان وجماعته وكثر عددهم وقويت شوكتهم حين استولى حسين بن محمد بن سعود على الإمارة فيها .
